روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | ما أشد تعلّق.. طالبتي بي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > ما أشد تعلّق.. طالبتي بي


  ما أشد تعلّق.. طالبتي بي
     عدد مرات المشاهدة: 3285        عدد مرات الإرسال: 0

السلام عليكم ورحمةالله وبركاته .أثابكم الله على ماتقدموه من جهد جعل ذلك في موازين حسناتكم.

أنامرشدة في مدرسة ثانويه كانت عندي طالبه في الصف الاول كانت طالبة بسيطة على سجيتها تأتيني بين الفسح في مكتبي

أحيانا يحيلوها لي المعلمات كطالبة مشاغبة واقدم لها بعض التوجيهات ان ارى مشاغبتها من خصائص النمو لديها.

وتحتاج الى توجيه فقط في احد الايام تعبت لا تسطيع الحراك تم الاتصال على اسرتها وتم اخذها للمستشفى وتم الكشف عليها وقالوا انها سليمه

الطالبه لا تستطيع الجلوس في منزلها ولا تستطيع الحضور للمدرسة تاتيها نوبات من الصراخ وتتشنج حيث تم اخذ منزل اخر هذا كلام والدتها عندم اسأل عنها ذكرت والدها بانها ذهبت بها الى شيخ لعلاجها
بالرقية الشرعية وقال لها بانها مصابة بعين من المدرسة

قدمت لها بعض من المساعدة حيث تم اخذ اثر من العاين وتشافث الطالبه بقدرة الله بعد شهرين اتصلت والدتها تشكرني لوقوفي معها بعد ذلك اتصلت عليه الطالبه وكنت ارد عليها وأسألها عن احوالها ونطقت بعد ذلك

وبعد شهري طلبت الادرة مني ان اتصل عليها لتاتي الى المدرسة وتقديم تقرير عن حالتها وتم الاتصال على جوال والدتها وذكرت بانها لاتستطيع الذهاب للمدرسة وتم ابلاغ الادرة بذلك

بعد ذلك اتصلت عليه الطالبه وكنت ارد عليها بسؤال عن احوالها وكانت ترسل لي رسائل جوال ادعيه معايدة وكذلك والدتها كانت تتصل عليه، المهم اصبحت هناك علاقة بين وبينهم أتصل عليهم وأسأل عن أحوالهم

اقترحت عليها بان تلتحق في أحدى الدورات او حلقات تحفيظ القران وذكرت بان حالتها المادية لا تساعده على ان تجلب لها سواق وهو يكلفها مئة ريال فقط في احد الايام تعبت والدة الطالبه ووالدها متزوج من امرأة اخرى اتصلت عليه وهي تبكي

وقالت لا أستطيع أتصرف إخوتي الصغار لايجدون ما يأكلون ،أبي يقول ماعنده شيء، أمي منومه في المستشفى دليني ماذا افعل ؟ ذهبت لها في الحال وقدمت لها ماتحتاج اليه وازدات علاقتها بي أكثر فاكثر

صارت تتصل علي بعد كل يومين تقول لي كل شيء يحصل في بيتهم وكنت أقدم لها المساعدة كنت أقول لها التعود على انسان صعب أنا وقت ما تحتاجيني تلقيني كانت تقول لا تقولي كذا ماقدر ماسمع صوتك أكثر من يومين

والدتها تقول لي ما في البت غير ذكرك ابلة فاطمه في أحد الأيام ارسلت لي رسالة تتغزل بي ورديت عليها باني لا استقبل مثل هذه الرسائل أخبرتني والدتها بانها لم تكف عن البكاء وقالت والدتها اليوم الذي ما تردين فيه تبكي

كما انني لا اخفيك صرت أنتظر مكالماتها وإذا تأخرت اقول في نفسي اكيد حاصل لها شيء وأحاول أجاهد نفسي بذكر الله والدعا لي ولها. فكرت ان اساعدها بجلب سائق لها لذهاب بها الى حلقات التحفيظ بس انا خايفة من كلام الناس

مدينتنا صغيرة ولا استطيع أتدخل اكثر من كذا خوفا على نفسي واهلي أنا خايفة ان الامور تطور اكثر واكون سبب في ضياعها. أرجو مساعدتي في ذلك ولكم جزل الشكر

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

نسأل الله أن يكتب لك الأجر فأنتِ في الميدان وساحة البناء والرسالة عظيمة والمسؤولية عظيمة ونسأل الله لنا ولكِ السداد ..

الإنسان مهما بلغ من رشد وعلم وتجربة يبقى وصف النقص ملازما له ، ويبقى في حاجة مستمرة للتعلّم ويبقى محتاجا إلى هداية خالقه وإلى التعلق به وإلى تجديد العلاقة مع الله والاستمساك بحبله المتين ..

خاصة ما يتصل بالعلاقات الإنسانية والمشاعر فعلى كثرة المؤلفات وما كتب وما يكتب ، إلا أن الإنسان عندما يكون في غمرة المشكلة حقيقة تختلط عليه الأمور وتتضارب أمامه حتى البديهيات تتوارى خلف غيوم الهمّ والكدر الذي يترافق معها..

أستاذتي الكريمة ..

1_أحسنتِ صنعا فقد حاولتِ احتواء هذه الفتاة وتغييرها.

2_جزاك الله خيرا على إحسانك لها ولأسرتها .

]أساس المشكلة :خوفك من الوقوع في دوامة الإعجاب الذي يكثر التحذير منه[

أما الموقف السلبي الذي حدث:

أن هذه الفتاة تلقت منكِ صدمة عاطفية بردّك على رسالتها وقد كان أمامك الخطوات والبدائل بحسب نوع الرسالة ..

1_تجاهل الرسالة وعدم الرد عليها حتى تفهم رفضك لها.

2_أو الرد بالأدعية و بأنك تحبينها في الله وتشعرينها أن الحب في الله هو الذي يدوم وغيره ينتهي ..وهكذا تردين على كل رسالة غرامية حتى تفهم قصدك.

3_أما إذا تضمنت الرسالة أمر يمسّ الدين فتردين عليها برسالة لطيفة طيبة ثم تختمينها بتوجيه أن هذه العبارة لاتجوز..

]لعلكِ تتسائلين :لماذا يحدث الإعجاب[

من أبرز أسبابه أن الفتاة في هذا السنّ تكون مضطربة المشاعر وبحاجة إلى الإهتمام والتقدير والحب و سريعة التعلق بمن يمنحها بعض الاهتمام وهي وجدت لديك كل هذا فمن الطبيعي أن تشعر نحوك بالمحبة ولكن دورك هنا (رسم صورة العلاقة ووضع الحدود) لأنها تحبك (باندفاع ).

وأنتِ تحبينها (برحمة) ..وأنتِ لها كالأم التي تشفق على ابنتها والتي تحنو عليها تارة وتقسو عليها تارة أخرى لأجل تربيتها أحسن تربية ،تخيلي لو أنّ كلّ معلمة(صالحة) وجدت المعجبات ثمّ تخلت عنهنّ وتبرأت عن دورها في توجيههنّ ..في ظنك إلى أين سيذهبن ومن سيتلقفهنّ؟!

الآن هي مستعدة تنفذ ما تطلبين منها فاستغلي هذه المحبة لتجعلي منها إنسانة أخرى:

1_الزمي الاستغفار و الدعاء لنفسك بأن يسددك الله في التعامل معها ، واسألي الله لها بأن يكتب لها الهداية .

2_بيني لها أنكِ مثل أمها أو أختها الكبيرة ..

3_علقيها بالله فتحدثي معها عن الله ورحمته وحسن تدبيره وعن نعم الله الكثيرة التي لا تحصى ، وتحدثي عن عطاءه الذي ليس له حدود وعن محبته وعن رسوله صلى الله عليه وسلم وهكذا انقليها من (حيّزك ) إلى رحابة (السماء)

4_اتجهي بهذه المشاعر إلى الاتجاه الصحيح وأخبريها أن المحبة في الله هي التي تبقى وما سواها سيذهب أدراج الرياح واجمعي لها القصص .

5_استغلي هذه المحبة في توجيهها للأذكار والمحافظة على الصلاة وحثيها على (صلاة الوتر) وابدئي بالأهم فالمهم .

6_كلفيها بالمسؤوليات التي تشغل وقتها (تلخيص كتاب) ..(البحث حول موضوع معيّن) ...(قراءة كتاب)..(حفظ سور من القرآن) ..(حفظ الأذكار). ...وغيره حسب إمكانياتها .

7_وسعي دائرة معارفها ، عرفيها على فتيات صالحات من سنّها حتى يؤثرن عليها ويخف تعلقها بك .

8_التحاقها في المركز سيشغلها ويقربها من القرآن وتتعرف على الكثير من الأخوات فإن استطعتِ توفير السائق فافعلي ولاتترددي ،خاصة أن هذا بمعرفة أمها وأهلها .

9_إذا كان الإنسان يسير في الطريق الصحيح وإذا كان يعمل لله فلا يجعل اعتبار لما يقوله الناس لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يسلم من كلام الناس ..

اقتني كتاب (مع الله) للشيخ سلمان العودة وأهديها نسخة منه وحثيها على قراءته وكذلك للشيخ كتاب جميل بعنوان(بناتي) وتجدينه متوفر على الانترنت

نتشرف بتواصلك معنا وثقتك ونسأل الله أن يكتب لك التوفيق ويسعدنا أن تخبرينا بالنتائج قريبا ..

والله أعلم وصلى الله على الحبيب المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم
   
الكاتب: أ. مها عبد الرحمن الصرعاوي

المصدر: موقع المستشار